استسقاء الدماغ عند الأطفال هو ببساطة زيادة كمية سائل الدماغ والنخاع الشوكي عادة بسبب خلل في الامتصاص ونادراً بسبب زيادة الإفراز . هذا التعريف لا ينطبق بالطبع على حالات تمدد أبطنة الدماغ بسبب ضمور الدماغ . وهناك نقطة مهمة وهي إفراز وامتصاص سائل الدماغ . المعرف أنه يفرز يومياً من هذا السائل حوالي نصف لتر ويفرز بواسطة ضفائر مشيمية توجد في جميع الأبطنة بالدماغ . ومن هناك يتدفق هذا السائل إلى اسفل باتجاه النخاع الشوكي متدفق من البطينين الجانبيين نحو البطين الثالث إلى البطين الرابع عن طريق قناة ثم يتدفق من البطين الرابع عبر ثلاث فتحات اثنتان جانبيتان وواحدة في المنتصف بالإضافة إلى قناة النخاع الشوكي . ويمر السائل بعد ذلك اسفل العنكبوتية وهي تحيط بالمخ والنخاع الشوكي من الخارج وهنا مناطق امتصاص السائل متركزة حول أوعية السحاء العديدية ، وبعد امتصاصه ينقل إلى الدورة الدموية العامة . واستسقاء الدماغ نوعان : الاستسقاء الانسدادي : ويحدث بسبب انسداد في مجرى السائل عبر الفتحات . الاستسقاء الاتصالي : وفي هذا النوع لا يوجد انسداد في مجرى السائل ، ولكن هناك قصوراً في امتصاص السائل عند الأماكن المخصصة لذلك . الأسباب التي تؤدي إلى أي من النوعين كثيرة متعددة ، واذكر منها : الأسباب الخلقية ، والأورام الحميدة أو الخبيثة ، الالتهابات والنزيف الدموي. وأعراض هذا المرض متباينة بين طفل وآخر حسب السن ، ففي الأطفال حديثي الولادة تلاحظ الأم أن رأس الطفل يكبر بصورة غير طبيعية مع استفراغ وتغيير في شكل العيون وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي مما يفزع الأم ويزعجها ، ولكن ربما يختلف الأمر في الأطفال كبار السن نوعاً ما ، حيث تظهر الأعراض في شكل صداع واستفراغ وضعف النظر أو ازدواجية الرؤية بالإضافة إلى أعراض التخلف العقلي . هذه الأعراض التي ذكرتها قد تظهر بالتدريج أو بصور حادة فجائية
الاعراض والعلامات : تختلف علامات واعراض استسقاء الرأس مع اختلاف عمر الطفل ودرجة الضغط داخل القحف ( الجمجمة ) . ففي الرضع والاطفال الصغار تكون الاعراض خفية مثل : فشل في النمو ـ هياج ـ قياء ـ نقص الشهية . وقد يبدي الفحص يافوخ كبير وعريض واوردة متمددة في قبة الجمجمة وعلامة غروب الشمس في العينين ، أو تشنج في الطرفين السفليين . ويلاحظ بالفحص السريري المتكرر أن محيط الرأس يزداد بسرعة أكثر من المتوقع . وقد تظهر لدى الأطفال الأكبر وزناً حليمة العصب البصري وأعراض أخرى لإرتفاع الضغط مع التحام دروز الجمجمة . التشخيص : بالاعتماد على الفحص السريري وبواسطة تصوير الرأس بالأمواج فوق الصوتية والتصوير الطبقي المحوري المحوسب ( CT ) أو بواسطة الرنين المغناطيسي ( MRI ) . العلاج : يتم بوضع شنت ( أنبوب ) لتصريف السائل الدماغي الشوكي من بطين المخ إلى البريتوان ( جوف البطن ) أو الأذنية اليمنى من القلب . المضاعفات الرئيسية للشنت : هي الإنتان وانسداد الشنت ، وتكون المعالجة حينها بالمضادات الحيوية وتغيير الأنبوب ( الشنت ) . ويجب تجديد التحويلة ( الشنت ) عدة مرات مع نمو الطفل . الإنذار : من الصعب تحديد إنذار المرض لدى الأطفال المصابين بإستسقاء الرأس . إذ أنه يتأثر بعوامل متعددة ، وعلى أي حال فمن أجل المحافظة على القدرة العقلية بشكل مقبول يجب كشف الإستسقاء باكراً ما أمكن ومعالجته . غالباً ما تتأخر بعض وظائف الجهاز الحركي مثل الجلوس ، ولكن اللغة والذكاء قد لا تتأثر في حالة المعالجة الناجحة .
0 اكمل قراءة الموضوع من هنا:
إرسال تعليق
عزيزي المعلق .. سيتم نشر تعليقك و الرد عليه فور الاطلاع عليه ان شاء الله .. قد يستغرق الاطلاع على التعليقات و الرد عليها فترة حسب انشغالي في العمل , ارجوا المعذرة ..