الرضاعة الطبيعية


اعتادت الأمهات على الرضاعة الطبيعية منذ قرون، لكن المسألة تتجاوز مجرد وضع الطفل على الثدي وترك الطبيعة تُكمِل ما هو مطلوب. سنرافقك خلال جميع مراحل الرضاعة الطبيعية، من لحظة البدء بها مروراً بالعوائق والمشكلات ووصولاً إلى مرحلة الفطام.


  • كيف يمكنني البدء بالرضاعة الطبيعية؟
  • كيف يتكوّن حليب الأم؟
  • كيف تقومين بالرضاعة الطبيعية؟ 
  • نظام غذائي صحي للأمهات المرضعات
  • ماذا أفعل حين يعضّ الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية؟
  • وضعيات مناسبة للرضاعة الطبيعية
  • شفط حليب الثدي
  • الفطام عن الثدي
  • الكافيين والرضاعة الطبيعية
  • انخفاض كمية إنتاج الحليب
  • الرضاعة من ثدي واحد فقط
  • الرضاعة الطبيعية للمبتدئات
  • الرضاعة الطبيعية والعمل
  • التحضير للرضاعة الطبيعية 
  • إشارات حصول طفلك على حاجته من الحليب


كيف يمكنني البدء بالرضاعة الطبيعية؟

أعطي طفلك الثدي بعد الولادة بقليل، لأن بعض الأطفال يكونون متيقظين جداً حينذاك فيرضعون جيداً. ولكن لا يهم إذا أراد طفلك القيام فقط باللعق (اللحس) والتمتع بحنانك وحضنك الدافئ عندما تحملينه بهذه الطريقة. يمكن للممرضة أن تساعدك في إيجاد وضعية مريحة للقيام بالرضاعة، وتعرّفك على كيفية وضع مولودك الجديد على ثديك بطريقة صحيحة حتى يرضع بصورة أفضل ولا يتسبب في تشقق الحلمتين لديك.

يحتاج طفلك إلى فتح فمه باتساع لأخذ ثديك. تذكري أن تحملي طفلك وتأتي به إلى الثدي، لا أن تحاولي وضع الحلمة داخل فمه! سيتحسن أداؤكما مع الوقت، ولا يجب أن تشعري بالإحباط إذا لم تنجحي تماماً من المرة الأولى.

قومي بإرضاع طفلك كلما احتاج إلى ذلك. أبقيه بالقرب منك – أي إلى جانبك في السرير وأنت تحتضنين صغيرك. بهذه الطريقة، يمكنكما أن تتدربا كثيراً على الرضاعة الطبيعية. لا يفيد أبداً الانتظار حتى يصرخ طفلك بصوت عال كي ترضعينه، إذ لا أحد يتعلم وهو منزعج، كما سيصعب على طفلك أخذ ثديك بفمه بصورة جيده إذا كان يبكي، لأن لسانه سيكون في الوضعية الخاطئة. يجب أن يكون لسانه إلى الأمام وليس إلى الوراء. حاولي دائماً تهدئة طفلك قبل البدء بإرضاعه في الأيام الأولى من عمره. ولا ترغميه أبداً على ذلك.

كيف يتكوّن حليب الأم؟
تبدأ العملية أثناء الحمل إذا كنت حاملاً، لا بد لك من ملاحظة حدوث تغيرات كبيرة. قد تكون التبدّلات الجسدية، وبالذات تلك التي تصيب الثديين من حيث الطراوة والانتفاخ وميل الحلمات والهالة المحيطة بهما إلى اللون الداكن، من الإشارات المبكرة على حصول الإخصاب. ويعتقد الخبراء أن التغير في اللون يمكن أن يكون عنصراً مساعداً في عملية الرضاعة الطبيعية. فهو طريقة طبيعية لتوفير إرشاد بصري يعين حديثي الولادة على النجاح في الرضاعة. ومن مؤشرات الحمل الأخرى، ظهور انتفاخات بسيطة حول الهالة المحيطة بالحلمة، والتي تلعب دوراً في عملية الرضاعة، فمن شأنها إفراز مادة زيتية تنظف الحلمة وتجعلها ملساء ومنزلقة وبالتالي تحميها من الالتهابات أثناء عملية الرضاعة.
ما الذي يحدث داخل الثدي؟


تكون التغيرات التي تحدث داخل الثدي جديرة بالملاحظة أكثر من التبدّلات المكثّفة التي ترينها من الخارج. يحفّز تطور المشيمة لديك إطلاق هرموني الأستروجين والبروجستيرون، واللذين يحثّان بدورهما النظام البيولوجي المركّب الذي يجعل عملية إنتاج الحليب (اللبن) متاحة.


قبل الحمل، يشكّل مزيج من الأنسجة الداعمة وغُدَد الحليب (اللبن) والدهون الواقية، جزءاً هاماً من الثدي (تختلف كمية الأنسجة الدهنية بين النساء، مما يفسّر التباين في الأحجام والأشكال). في الحقيقة، لقد تمّت تهيئة ثدييك الجديدين في طراوتهما وانتفاخهما استعداداً للحمل منذ كنت جنيناً في الأسبوع السادس داخل رحم والدتك. في الوقت الذي ولدت فيه، تكون القنوات الأساسية للحليب قد تكوّنت (وهي شبكة من القنوات التي تنقل الحليب عبر الثدي). وتبقى الغدد الثديية هادئة حتى سنّ البلوغ حين يسبّب تدفق هرمون الأستروجين الأنثوي انتفاخاً وزيادة في حجم الثدي. خلال فترة الحمل، تعمل هذه الغُدَد بأقصى سرعة.


عندما يولد الطفل، يتضاعف حجم أنسجة الغدد وإفرازاتها في ثدييك وترين النتيجة من خلال تضخمهما.


تعشش بين الخلايا الدهنية وأنسجة الغُدَد وإفرازاتها شبكة معقّدة من القنوات والأنابيب التي تسمى قنوات الحليب. تحفّز هرمونات الحمل هذه القنوات على الزيادة في الكمية والحجم، وتتفرّع هذه الأخيرة إلى قنوات أصغر تقع بالقرب من الصدر. في نهاية كل قناة صغيرة، هناك كتلة من الأكياس التي تشبه حبات العنب وتعرف بـ "alveoli" أي الحويصلات. وتسمى الكتلة منها "فُصيصاً"، في حين تسمى الكتلة من "الفصيص" "شحمة" أو "فِلقة". ويحتوي الثدي ما بين 15 إلى 20 من هذه الشحمات أو الفِلقات.


يتمّ إنتاج الحليب داخل الحويصلات المحاطة بعضلات صغيرة جداً تضغط على الغُدَد وتدفع الحليب خارجاً إلى الفصيص. تتقاطع هذه الفصيصات وتقود إلى قنوات أكبر تنتهي عند الحلمة. (يمكن أن تتخيلي القنوات، وعددها التقريبي تسع في كل ثدي، كأنها مصاصة قشّ منفصلة تنتهي جميعها عند رأس الحلمة وتنقل الحليب إلى فم الطفل). يكتمل نمو نظام قنوات الحليب لديك في وقت ما من المرحلة الثالثة للحمل بحيث يمكنك إرضاع طفلك لو كان خديجاً (مولوداً قبل أوانه).

تنشط عملية إنتاج الحليب بعد الولادة


إنتاج الحليب والبرولكتين

ستباشرين الإنتاج الكامل للحليب وفق القياس الطبيعي في خلال 24 إلى 48 ساعة بعد وضع طفلك. من الناحية العلمية، يطلق على هذه المرحلة تسمية "بداية تكوين الحليب" lactogenesis. حالما تتخلصين من الهرمون الذي أنتج المشيمة، ستبدأ معدلات الأستروجين والبروجيستيرون في جسمك بالانخفاض. يتحرّر هرمون البرولكتين (الهرمون الذي يدرّ الحليب)، والذي ارتفع أثناء فترة الحمل، ويبدأ بأداء وظيفته. ترسل هذه الغدة النخامية هرموناً إلى جسمك للقيام بإنتاج غزير من الحليب كي تطعمي طفلك. كما أظهرت الدراسات المِخبَرية أن البرولكتين يمكن أن يرفع شعور الأمومة لديك، من هنا يطلق عليه بعض الخبراء اسم "هرمون الأمومة".


فيما يتهيأ جسمك لعملية الرضاعة، تضخّ كمية إضافية من الدم إلى الحويصلات، فتجعل الثديين مشدودين وممتلئين. ربما تؤدي أوردة الدم المنتفخة إضافة إلى الغزارة في الحليب، إلى إثارة ألم مَرحَلي في الثديين واحتقان ، غير أن تكرار الرضاعة الطبيعية خلال الأيام الأولى كفيل بمساعدتك على تخطي أي إزعاج.


اللبأ أولاً

في الأيام الأولى من الرضاعة الطبيعية، سيستمتع طفلك بمادة مكثّفة تشبه الكريمة وغنية بالبروتين لكن قليلة الدسم يطلق عليها اسم "اللبأ". ربما تكون قد رشحت منك بضعة نقاط من هذه المادة السميكة الضاربة إلى البياض أثناء أسابيع حملك الأخيرة (بعض النساء يعرفن هذه الحالة في المرحلة الثانية من الحمل). يمتلئ هذا السائل الثمين وسهل الهضم بأجسام مضادة تكافح المرض تعرف باسم "مناعة الغلوبيولين"، والتي تعمل على تقوية جهاز المناعة لدى طفلك. يمرّ حليب الثدي لديك بتغيرات أثناء الرضاعة كي يتلاءم مع احتياجات طفلك.


لكي يرغب طفلك بحليب الثدي، يجب أن "ينزل" أو يتحرّر من الحويصلات الداخلية. إليك كيف تجري العملية: عندما يمصّ طفلك من الحلمة، يحفّز الغدة النخامية كي تفرز هرمون oxytocin داخل مجرى الدم، إلى جانب البرولكتين. عندما يصل إلى ثديك، يقود هرمون oxytocin العضلات الصغيرة جداً حول الحويصلات المليئة بالحليب إلى التقلّص والاعتصار. يتمّ إفراغ السائل المغذي في القنوات، والتي تنقله إلى قنوات الحليب التي تقع تماماً تحت الهالة المحيطة بالحلمة. وحين يأكل طفلك، فإنه يضغط الحليب من القنوات إلى فمه.


خلال الأيام الأولى من الرضاعة، قد تشعرين ببعض التقلّصات في بطنك عندما يرضع طفلك. يرسل الإزعاج الطفيف في العادة، إشارات لإفراز هرمون oxytocin والذي يساعد على تقلّص الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعية الذي كان عليه قبل الحمل. (وهو الهرمون نفسه الذي يسبّب الانقباضات أثناء عملية الولادة). هناك مؤشر آخر، هو احتمال إحساسك بالهدوء والاكتفاء والفرح وأنت تقومين بالرضاعة الطبيعية. لا عجب في أن بعض الناس يطلقون على هرمون oxytocin تسمية "هرمون الحب"!


كلما ازداد تدفق الحليب، قد تشعرين بوخز ولسع وحرقة وقشعريرة في ثدييك. تقول بعض النساء أن الحليب لديهن يسيل ويقطر حتى أنه قد يخرج كالرذاذ أثناء نزوله. ويساعدك خلق جو هادئ ومريح، فلو كنت مسترخية أثناء الرضاعة، فإن الحليب سيدرّ بحرية وسهولة. في الحقيقة، كثير من الأمهات يشبهّن الرضاعة الطبيعية بتعلّم ركوب الدراجة، فقد يبدو الأمر صعباً في البداية، لكن ما أن تعتادي أنت وطفلك عليه، حتى يصبح طبيعة ثانية



كيف تقومين بالرضاعة الطبيعية؟



وضعيته من دون حركة وحرّكي الطفل فقط. اجلسي بشكل مريح بحيث يكون ظهرك مسنوداً من دون أن ترجعي إلى الخلف. ارفعي قدمك لو احتجت ذلك بحيث يكون حضنك مسطحاً ولا تجهدين عضلات الرجلين كي تبقي طفلك في الارتفاع المناسب.


يمكنك استعمال وسادة تحمل عنك وزن الطفل، كي لا تقوم ذراعاك بالمهمة كاملة. بعد اعتيادك على الرضاعة، تستطيعين الاستغناء عن الوسادة كلياً لو أردت ذلك.


كيف تمكّنين طفلك من وضع الثدي في فمه بإحكام؟


لكي تطعمي طفلك جيداً، عليه فتح فمه وإطباقه على الثدي. يجب أن يصل إلى الثدي أولاً عن طريق شفته السفلية ولسانه ويتصل بالثدي عبر الجزء الأساسي من قاعدة الحلمة قدر المستطاع.


للقيام بذلك، على طفلك المجيء إلى الثدي برأسه مائلاً إلى الخلف بحيث يتقدم من خلال ذقنه مع رأسه مائلاً إلى الخلف، اتركي شفتيه تلامسان الحلمة.


وسوف يستجيب بإنزال فكّه الأسفل. حرّكيه بسرعة وسلاسة باتجاه ثديك بحيث يبعد شفته السفلية قدر الإمكان عن الجزء الأساسي من قاعدة الحلمة.


التمسّك بالثدي: كيف يتمّ؟


عندما يطبق طفلك فمه بالكامل على الثدي، فإنه يستطيع وضعه عميقاً في فمه.


سوف تكون الحلمة تماماً في الجزء الخلفي من فمه أي في المنطقة القاسية من سقف الحلق التي تفسح المجال أمام المنطقة الناعمة. بهذه الطريقة، يستطيع طفلك استخدام لسانه بسلاسة وإيقاع منتظم على السطح السفلي من الثدي، وسحب الحليب (اللبن) من القنوات. سوف يتحرك فكّه إلى الأعلى والأسفل تبعاً لحركة اللسان، ويبتلع عندها الحليب (اللبن) الذي يتدفق صوب الجزء الخلفي من فمه.



يجب أن تجري هذه العملية من دون أن تسبّب لك أي ألم، لأن الحلمة ستكون بعيدة داخل فم الطفل فلا يسحقها أو يقرصها بلسانه. كما أن لثّته السفلية لن تلامس ثديك على الإطلاق، بما أن لسانه سيكون دائماً حائلاً بينهما، وفكّه العلوي لا يتحرك. (لهذا السبب قد تتمكنين من مواصلة الرضاعة الطبيعية عندما تنبت أسنان طفلك).





نصائح للمساعدة



• يمكنك إسناد طفلك بوضع راحة يدك (باطن الكفّ) خلف كتفي طفلك ووضع السبابة (الإصبع الذي يلي الإبهام) والإبهام خلف أذنيه، أو احتضان رأسه بكامل يدك والدفع عبر القاعدة الدائرية من كفّ يدك، أو استخدام ذراعك الأمامية لإسناد كتفي الطفل.


دعي طفلك يفرك الحلمة بواسطة فمه لتحفيز الاستجابة التي تحتاجينها. سيستدلّ طفلك إلى الثدي باللمس، وليس بالنظر أو الشمّ، مع أن هاتين الحاستين تلعبان دوراً أيضاً.


ابدئي بتحريك طفلك لو رأيت أن فكه السفلي ينزل ويتدلّى، ولا تنتظري حتى ينفتح على مداه قبل القيام بتحريكه. فلو انفتح على مداه، سيعمل على إطباقه ولن يكون بمقدور طفلك أن يسحب فتحة فمه بالطريقة الأنسب.


عندما تحرّكين، سينتبه طفلك إلى شفته السفلية وليس العلوية. حاولي ألا تلقي بالاً إلى شفته العلوية وما إذا كانت تطال الحلمة. بما أن شفته السفلية تلامس أسفل الحلمة بمسافة بعيدة قدر المستطاع، سيُبقِي ذقنه فراغاً (مساحة) ما بينه وبين الثدي وستتحرك الحلمة إلى أسفل شيئاً فشيئاً وتتغطى بشفته العلوية. لن تستطيعي مشاهدة ما يحدث، لكنك ستدركين الوضعية الصحيحة بناء على ما تشعرين به والطريقة التي يتصرف بها طفلك.


إذا وجدت أنه من الصعب إبقاء يدي طفلك بعيداً عنك، حاولي لفّه بحيث تتمدد ذراعاه إلى جانب جسمه. هكذا تقدرين على إبقائه قريباً من الثدي.


إذا كنت تسندين الثدي بيدك (وهذا ما تفعله معظم النساء)، حاولي إبعاد يدك عن الحلمة قدر المستطاع، ومن الأفضل أن تكون إلى الخلف من القفص الصدري. حين يكون الثدي مسنوداً، أبقيه على وضعيته من دون حركة وحرّكي الطفل فقط.

0 اكمل قراءة الموضوع من هنا:

إرسال تعليق

عزيزي المعلق .. سيتم نشر تعليقك و الرد عليه فور الاطلاع عليه ان شاء الله .. قد يستغرق الاطلاع على التعليقات و الرد عليها فترة حسب انشغالي في العمل , ارجوا المعذرة ..

فهرس

ابحاث (3) اجهاد (1) اخبار (1) اخبار الموقع (2) ادوية (2) ارتفاع ضغط الدم (1) اسعافات اولية (2) اسلاميات (2) اسنان (3) اطفال (20) اعصاب (3) الام اسفل الظهر (2) الامساك (1) البواسير و الناسور (1) التهاب العصب الوركي (1) الثقافة الجنسية (18) الجهاز البولي (3) الجهاز الهضمي (5) الحمل (45) الحياة الزوجية (2) الشلل (1) العناية بالشعر (2) الغضروف (1) القولون (1) النساء و الولادة (10) امراض الدم (2) امراض الذكورة (7) امراض العظام (8) امراض العيون (4) امراض القلب و الشرايين (1) امراض الكلى (3) امراض المهبل (1) امراض باطنية (7) امراض جنسية (4) امراض عقلية (1) امراض غدد (2) امراض مناعة (1) امراض نفسية (8) انف و اذن و حنجرة (2) اورام (3) اوعية دموية (1) تجميل (1) تربية الابناء (1) تغذية (8) جراحة (1) جلدية (2) جهاز هضمي (1) حسابات (3) رضاعة (4) ريجيم (3) سرطان الثدي (1) سرطان الرئة (1) سمنة (7) شيخوخة (1) طب بديل (4) طمث (1) عرق النسا (1) علاج طبيعي (1) فيروسات (1) قولون (1) كبد (1) مخ (1) مرض الاكتئاب (1) مرض التوحد (1) مرض السرطان (4) مرض السكر (3) مرض النقرس (1) مشاكل التبول (3) ملتحمة العين (1) مواليد (8) نحافة (5) نزلة البرد (2) نظافة شخصية (1) نوم (6) وصفات (1) English (1)

المواضيع الاكثر قراءة

Alexa